يجوز العيد!

طلال السعيد

يقول المثل الشعبي: "يجوز العيد من دون حناء"، والمعنى أن الذي لا يتمكن من شراء الحناء لعائلته نظرا لضيق ذات اليد يمكنه ان يحتفل بالعيد من دون حناء، فالمهم هو الاحتفال وليس اللباس، او الذهب او حتى الحناء الذي هو الأرخص.
وهاهي مناسبتا اليوم الوطني وعيد التحرير تمر بخير وسلامة من دون احتفالاتنا المعتادة، خصوصا ما كان يجري في شارع الخليج، فالمهم ان يشعر الشعب الكويتي بالفرحة، ويفخر بتاريخه، وبما أنجز وحقق، فهذا الوطن يستحق من يفرح ويحتفل به، فقد مرت علينا سنوات طوال في مرحلة من المراحل ونحن نلغي احتفالاتنا بالمناسبات الدينية والوطنية تضامنا مع الاخوة والاشقاء العرب في كل اصقاع الارض، فما ان تقصف بلدة الا وألغينا احتفالاتنا حتى اصابنا شعور بالبلادة الوطنية، لم نفق منها الا مع كارثة الغزو العراقي الغاشم على الكويت، واذا بالذين نلغي احتفالاتنا من أجلهم هم أول الشامتين بنا.
ثم يندحر الغزاة وتتحرر دولة الكويت، ويسقط العراق وجيشه ونظامه خلال ساعات سقوطا غير متوقع، فقد انهارت كل مؤسساته، الرسمية والشعبية، باقل من ثلاث ساعات، لتظهر الى العالم كله حقيقة العراق العظيم وجيشه الباسل.
من حقنا ان نحتفل بما حققناه، كشعب وقيادة، ونزرع حب الوطن في قلوب الاجيال القادمة، فالمسألة ليست تجمعات على شارع الخليج، وتقاذف بعبوات الماء، بل المسألة هي ان يبقى الشعور الوطني متوهجا لا يتبلد داخلنا، كما حدث في فترات سابقة، حين الغيت احتفالات المعاهد الخاصة تارة بسبب الاحزاب المتأسلمة التي تحرم وتحلل بما يتفق مع مصالحها فقط، بل ووقفت ضدنا في حرب تحرير الكويت، وتارة اخرى تضامنا مع الاشقاء في دولة "الواق واق"، ثم ألغي الاحتفال برفع العلم مع بداية فبراير، وكأن المناسبة لا تعني لنا شيئا ابدا، وهكذا تقتل الوطنية ما لم تجد الجو المناسب الذي تنمو فيه وتكبر!
قد تكون جائحة "كورونا" سبباً مهماً في الغاء احتفالات هذا العام، لكن الحكومة تقول انها مستمرة الى يوم القيامة، فهل يستمر الغاء الاحتفالات الى يوم القيامة، والا يجوز العيد من دون حناء...زين؟