

يريدون جلسة مزايدات و"تلميع"!
لا جدال ان موقف الكويت ازاء القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي، وايماني، وتاريخي، ومن يرى غير ذلك اما جاهل وإما منافق.
الكويت لا تحتاج لكي تتخذ من القضية وسيلة للمتاجرة، ولا هناك داخل الكويت من يطالب الحكومة بمواقف ابعد مما قد اخذته، او تتخذه، ولا تزال منذ عقود طويلة، فمن لا يعلم الكويتيون منذ سنة النكبة اتخذوا موقفاً معادياً من الصهيونية، ومتعاطفاً مع القضية ونزوح السكان للفلسطينيين من بلادهم.
نحن لسنا في معرض المقارنة بين من دفع او يدفع، ففي الحالتين الكويت، رغم بساطة امكانياتها سابقاً وآنياً هي… هي بالنسبة لها القضية مبدأ ديني وقومي، فلا تزايدوا، وليس هناك مجال للمزايدة على الكويت، او على القضية الفلسطينية.
من هنا ان الدعوة لعقد جلسة خاصة لمجلس الامة لعرض القضية، بصراحة مشكوك بجدواها، فضلاً عن ليس هناك مكان في الظرف الحالي، فيما لا تزال اصوات المدافع لم تهدأ، والدخان الاسود يغطي السماء، ولا يزال الغزاويون يصارعون ليس من اجل الانتصار، بل من اجل بقاء البقية الباقية في ايديهم.
المتاجرة والمزايدة ربما تكمن في عقل بعض ممن يرون كل شيء له ثمن، ونحن ايضاً نؤمن ان ليس في الدنيا شيء لا ثُمن له، الا ان الخلط ما بين العمل السياسي والتجاري يجعل الوضع اشبه باكلة بلا طعم، وبالتالي فضيحة، وسوء توقيت.
جر السلطة التشريعية، وزجها في قضية الحرب الدائرة في غزة، فما هو الموضوع الذي يمكن ان يناقشه النواب في قضية الف بائها واضحة، وماذا يطلبون من الحكومة، او الشعب أو من انفسهم كنواب؟
تبرعات مالية، مساعدات انسانية، العبور الى غزة والانخراط في القتال، او نقل الغزاويين الى الكويت، هل هناك شيء أخر لم نذكره، هذا كل ما عندكم، وهذا كل ما يراه او يريده الغزاويون، هو توسيع رقعة الحرب؟
وهو ما لا يمكن ان يتورط به اي قائد عربي، او اي جندي عربي، في ظروف لا تزال سطور الحرب حروفها متقطعة، والدخان يغطي الحقيقة، من الاول ومن اقتحم تالياً، ومن يلقي السلاح، او يقاتل الى اخر نقطة دم.
اقول من يدعو الى امور خارج القضية، لا تهمه الحرب، ولا القضية، بقدر البقاء في اداخل لاطار، وتلميع الصورة.
اتركوا القضية لاهلها هذا مو وقت التصيد، ولا وقت التراشق باتهامات بين الخصوم!
صحافي كويتي
حسن علي كرم