الجمعة 23 مايو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"يساريون لبنانيون"... شهادات لأعضاء في الحزب الشيوعي توثق أحداثاً تاريخية

Time
الأحد 14 نوفمبر 2021
View
5
السياسة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في سلسلة مذكرات وشهادات، كتاب لدلال البزري بعنوان "يساريون لبنانيون في زمنهم" يتألف الكتاب من 368 صفحة، ويُعنى بيساريين شيوعيين في زمنهم، بدءًا من ستينيات القرن الماضي وسبعينياته: سيرةً وممارسة وفكرًا وخواتيم، بصفتهم ثوريين.
تذكر البزري أنهم كانوا شيوعيين لبنانيين ذات يوم، أكثرهم وُلد بين أوائل الخمسينيات ونهايتها، وشهدت بداية السبعينيات ذروة تألقهم.
وتتساءل: كيف انتسبوا إلى الشيوعية؟ وما الذي دفعهم إليها؟ وما السياقات التي حكَمت مسارهم؟ وما الأحداث، والتأثيرات، والمُناخات، والقناعات؟ كيف استمر بعضهم، وثبتَ على التزامه؟ وكيف خرج عليه بعضهم الآخر؟ وكيف وصل بهم الأمر إلى الاختلاف على مواضيع أساسية وجوهرية، مثل سلاح "حزب الله"، والنظامَين السوري والإيراني؟ وهل يعتبرون أنفسهم أنهم ما زالوا يساريين؟ وبأي معنى؟ يحاول الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات، من خلال مقابلات حيّة أجرتها المؤلفة مع أكثر من خمسين شيوعيًا، ممَّن انتسبوا إلى منظمة العمل الشيوعي والحزب الشيوعي اللبناني، ومن خلال ما كتبوه، وما كتبه رفاقهم وخصومهم.
كانت الفكرة البحثية عند دلال البزري في الأصل عن اليسار العربي الذي انقسم حول الانتفاضة السورية، بين مؤيد لها أو مؤيد للنظام، فكان البحث جولة موسعة بين كتّاب هذا اليسار.
وقبل أن تنشغل باليسار السوري أو العربي، انتبهت إلى أسبقية اليسار اللبناني على الانقسام حول الانتفاضة السورية، وإلى الجذور الحيّة لهذا الانقسام، العائد بدوره إلى الانقسام الوطني اللبناني حول وصاية النظام السوري، المرتبط برعاية هذا النظام لحزب الله، وإلى دور هذا الحزب في حماية ذاك النظام عسكريًا بدءًا من العام الثاني للانتفاضة، وهو موقف غذّى السجال المقصود في الدراسة.
وتذهب المؤلفة إلى أن اليسار اللبناني مثل الموزاييك، يشكّل مشهدًا عامًا، ليس بالضرورة متصدرًا المشاهد الأخرى، أو أكثر حيوية منها، لكنه موجود، يكفي أن تستدعيه ليحيا على جوانب أحزاب أو جمعيات أو شخصيات أو تكتلات؛ تاريخية أو مستحدثة، أو حاملة الاسم، كمن يحمل إرثًا، عزيزًا أو مُهانًا.
وفي هذا الإطار، تقول "في البداية أخذتُ أجمع المقالات التي تتساجل مع غيرها حول سلاح حزب الله، وحول الدور السوري والممانعة، وحول الانتفاضة السورية، والمحاور التي تقابلها، وكان الاستنتاج الأولي الذي بلغته وقتها أن هناك أولويتين بين المختصِمين: الأولى، الذاهب إلى تأييد المحور الممانع كان يعطي في حيز نصه، أو ضمنه أو في خلفيته، أولوية شبه مطلقة للصراع مع الإمبريالية والصهيونية، في حين تنْصبُّ أولوية الثاني على محاربة الاستبداد، طبعًا، لا يخلو هذا التقسيم من تلاوين بانت في تفاصيل الموقف أيضًا.
وتحدثت البزري عن "حدود الموضوعية والمسافة المثالية"، في كتابة عملها، لتشرح كيف كتبت هذه الدراسة، فهي توضح الإطار العام، وتقول عن أسس اختياراتها، : "لماذا لم أختر النكبة الفلسطينية 1948 التي تشكل ذيولها واحدًا من محركات الحدث، أو الوحدة السورية - المصرية 1958 التي ألهبت التطلعات القومية المتوقدة، صاحبة الثقل في تحديد أوجه عدة من الحدث، أو الحرب الأهلية اللبنانية الصغرى التي تلتها في 1958، وقد حركتها أسبابٌ، طائفية - قومية، سوف تعود ملامحها لتتأكد مرة أخرى، خلال الانفصال السوري - المصري1961الذي أخرج أفرادًا من البعث إلى اتجاهات أخرى، أو خلال الحدث الجلل، أي الحرب الأهلية اللبنانية الكبرى (1975–1990)؟".
ثم تحدثتْ مع هذه النخب الطليعية وأصحاب التجارب عن زمن جمال عبد الناصر والناصرية والحرب الباردة، وحاورتْ الأحداث التي جرت، وعن "المثقف اليساري"، " ثم تناولتْ "الشيعة في قلب اليسار"، وعرضت شهادات حول نشأة الأحزاب والقوى التقدمية اليسارية، وما سمته "وفرة يسارية"؛ الحزب الشيوعي اللبناني، وحركة القوميين العرب، ولبنان الاشتراكي، والمجموعات المسيحية التقدمية، وناقشت في فصل كامل "الثورة الإسلامية في إيران".
آخر الأخبار