طلال السعيد... تكملة لمقالتنا المنشورة بعدد امس، والتي أكدنا فيها أن شعبية العائدين من تركيا، أوالخارجين من السجن، هي بالاساس شعبية شيوخ الكويت التي تخلوا عنها برغبتهم، فقدموها على طبق من ذهب للزعماء الجدد، ومن اسموا انفسهم "معارضين"، وهم بالتأكيد ليسوا كذلك.نقول كان الكويتيون، او اهل الحل والعقد منهم في السابق يذهبون الى ديوان صاحب السمو الامير، رحمه الله، في قصر السيف صباحا، او ديوان سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رحمه الله، في قصر الشعب مساء، او ديوان الشيخ سالم العلي في قرطبة، او صباحا في مكتبه في الخالدية، او ديوان الشيخ صباح الاحمد، رحمه الله، في قصر البدع ،او ديوان سمو الشيخ مشعل، حفظه الله، في مكتبه الخاص، او ديوان المرحوم الشيخ جابر العلي في وزارة الاعلام، ثم في مكتبه في حولي، او ديوان قصر المسيلة لمقابلة المرحوم الشيخ سالم الصباح واخوانه، او في مكتبه صباح كل اربعاء، او ديوان قصر نايف لمقابلة الشيخ مبارك العبدالله الاحمد، او ديوان الشويخ لمقابلة الشيخ ناصر المحمد، او الشيخ جابر المبارك في ديوانه، او في ديوان والده في الشعب، او ديوان الشيخ سالم صباح الناصر واخوانه في مكتبه في شارع السور صباحا، او ديوان القصر الابيض في السرة، او ديوان الشيخ جابر العبدالله الجابر في بنيد القار، او ديوان الشيخ سعود في السالمية، او ديوان الشيخ احمد الحمود في اليرموك.هذه ليست دواوين الشيوخ كلها، انما بعضها التي كان الكويتيون يترددون عليها ما بين زائر وطالب حاجة، ومن المستحيل ان يخرج أحدهم من احدى تلك الدواوين صفر اليدين، فلا بد ان يقضي احد هؤلاء الحكام حاجته، مهما كانت كبيرة او صغيرة. من هنا كانت شعبية الشيوخ طاغية وتأثيرهم على الناس قوي جدا، فكل شيخ منهم له ربعه الذين يأتمرون بأمره، يوجههم سياسيا، واذا حصل ان اجتمع الشيوخ على رأي واحد وجهوا ثلاثة ارباع الشعب الكويتي، من دون مبالغة.استمر ذلك الى ان توقفت المساعدات وتوقفت "الفزعة"، واغلقوا ابواب ديوانياتهم، ومن كان في الوظيفة منهم اصبحت له مجموعته الخاصة، التي باتت حاجزا بينه وبين الناس، واذا ظهروا للعلن ظهروا بمنظر لا يليق بالمنصب، فتكون لغة الخطاب بينهم اقل ما يقال عنها انها "شوارعية".فهل وضحت للجميع كيف تحولت الشعبية من شيوخ الهيبة الى المفوهين من الاعضاء والمعارضين منهم، والسؤال: هل يسترجع شيوخ الكويت شعبيتهم، ويسحبون البساط من تحت الطارئين؟ لكي تعود الكويت كما كانت الموضوع يستحق التفكير…زين.
[email protected]