الثلاثاء 24 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

يسرا... مسيرة نجاح ونجومية اتسمت بالتمرد والمغامرة

Time
الثلاثاء 28 أبريل 2020
View
5
السياسة
نجمات الشباك

القاهرة ـ ريهام غزال:

نجمة جميلة تتمتع بملامح جذابة ووجه بشوش يشع بالحيوية والحب، لكنها لم تعتمد على جمالها فقط؛ بل أطلقت العنان لموهبتها المتفردة وخلقت لنفسها بصمة تميزها بين نجمات جميلها، حتى باتت نجمة شباك لسنوات طويلة وشكلت عصرًا مهما فى تاريخ السينما المصرية، رغم أن ميلادها الفني جاء في فترة السبعينات وسط سيطرة مجموعة من النجمات اللاتي لا يستطيع أحد منافستهن، لكن الفنانة الشابة حينها تمكنت بشكلها الجميل وموهبتها الصادقة وخفة الظل أن تأخذ مكانها وسط كبار النجمات، إنها الفنانة المصرية يسرا.


عانت من انفصال والديها... وحرمها أبوها من أمها 7 سنوات

تزوجت مرتين... ثم عادت إلى حب حياتها بعد الانفصال

اكتشفها عبدالحليم نصر وقدمها
في فيلم "ألف بوسة وبوسة"

اكتسحت إيرادات السينما بالمشاركة
في أعمال عادل إمام

يوسف شاهين أعاد اكتشافها
في "حدوتة مصرية"

أثارت الجدل بأدوار جريئة
مع المخرجة إيناس الدغيدي


لم تكن تتوقع الشابة ذات الـ18 عامًا أن المستقبل الباهر في انتظارها وانها ستصبح نجمة منذ بداية رحلتها الفنية، اكتشفها مدير التصوير عبدالحليم نصر، لتشارك في أعمال سينمائية عدة، كان أول أفلامها "ألف بوسة وبوسة"، الذي عرض العام 1977، ووضع اسمها على الدعاية بجوار عبدالمنعم مدبولي، حسين فهمي، سمير غانم، لبلبة ويونس شلبي، وفي العام نفسه شاركت بفيلم "فتاة تبحث عن الحب" ولعبت دور البطولة أمام الراحل نور الشريف، وتعاونت خلاله مع المخرج نادر جلال، لتصبح نجمة في بداية رحلتها الفنية، ثم توالت المشاركات حتى بلغ عدد الأفلام، التي شاركت فيها خلال السبعينات 11 فيلما من بينها "قصر في الهواء"، "ابتسامة واحدة تكفي"، و"شباب يرقص فوق النار".

الثنائي اللامع
مثلما لم تتوقع يسرا أن تصبح نجمة في بداية رحلتها الفنية، لم تكن تدري أن فترة الثمانينات ستفتح لها السينما ذراعيها وتحصد شعبية جارفة، بمشاركة الفنان الكبير عادل إمام في أفلامه التي اكتسحت شباك التذاكر، خصوصا أن تجربتها الأولى معه في "شباب يرقص فوق النار" خلال السبعينات لم تنل القدر الكافي من النجاح، رغم أن الفيلم كان يضم العديد من الأسماء اللامعة على رأسها عبدالمنعم مدبولي، شويكار، صفاء أبو السعود ومحمود عبدالعزيز.
لكن مع بداية الثمانينات اجتمعت يسرا مع عادل إمام من جديد لتنطلق في نجاحات لا تتوقف عبر أفلام تحقق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر، بدأت بأدوار الجميلة والدلوعة والارستقراطية، لكنها استطاعت ببراعة سرقة الكاميرا ممن حولها من الفنانين والتمرد على هذه الأدوار لتتنقل بين الشخصيات، فتارة تكون المرأة القوية ومرة أخرى تصبح الأم المستضعفة، لتثبت أنها قادرة على التلون ببراعة. وهكذا تحولت يسرا مع عادل إمام إلى ثنائي لامع وعلامة النجاح في أي فيلم، وأصبح المنتجون يتنافسون على التعاقد معهما لجمع الإيرادات في شباك التذاكر، وتقدم مع عادل إمام في هذه فترة "الإنسان يعيش مرة واحدة"، "ليلة شتاء دافئة"، "على باب الوزير"، "الأفوكاتو"، "الإنس والجن"، "كراكون في الشارع"، و"المولد".
مع كل نجاح يتحقق لهما يواصلان المسيرة، ورغم أن فترة التسعينات لم تكن بكثافة الثمانينات، حيث شاركا معًا كثنائي في أفلام "جزيرة الشيطان"، "الإرهاب والكباب"، "المنسي"، و"طيور الظلام"، إلا أنها كانت أفلام شهد لها الجميع بالتميز، ومن بعد فيلمهما "رسالة إلى الوالي"، الذي عرض في العام 1998 انقطع التعاون بينهما لأكثر من 10 أعوام، ليعودان مجددا للتعاون معًا في فيلم "بوبوس"، الذي لم يكن بمستوى أعمالهما السابقة.

أفلام للتاريخ
رغم النجاح الكبير الذي حققته يسرا مع عادل إمام؛ إلا أنها كانت تحمل حلمها الخاص الذي تسعى لتحقيقه، فهي لم تكن تريد أن تكون نجمة شباك فقط؛ بل تريد أن تصبح نجمة مؤثرة في المجتمع وصاحبة قضية، لذا بدأت بانتقاء أعمالها والمشاركة في أفلام تمثل تاريخ السينما المصرية في العصر الحديث، مثل "حدوتة مصرية" مع الراحل نور الشريف والمخرج العالمي يوسف شاهين، الذي جاء في المركز 84 بقائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، وما لا يعرفه البعض أن يسرا لم تكن المرشحة الأولى لأداء هذا الدور، حيث اختار المخرج يوسف شاهين بداية الفنانة سعاد حسنى، لكنها اعتذرت عنه. أيضا كانت فترة الثمانينات ثرية في مسيرة يسرا، حيث شهدت تعاونها مع أشهر مخرجي هذه الفترة من بينهم المخرج علي بدرخان، الذي قدمت معه فيلم "الجوع" عن رواية الأديب نجيب محفوظ، التي تناول خلاله قصة الحارة التي يسيطر عليها فتوة ظالم يمارس كل وسائل الظلم على أهلها ولا يستطيع أحد الوقوف أمامه، كما التقت بالمخرج محمد خان في "الثأر" بطولة محمود ياسين، ثم "الصعاليك" مع المخرج داوود عبدالسيد والنجمين نور الشريف ومحمود عبدالعزيز. كذلك استمر نجاح يسرا وتألقها في التسعينات، التي قدمت خلالها مجموعة من أهم الأفلام؛ من بينها "إسكندرية كمان وكمان" مع المخرج يوسف شاهين، حيث سجل الفيلم اللقاء الثاني بينهما بعد "حدوتة مصرية"، ثم قدمت "امرأة آيلة للسقوط"، الذي لعبت خلاله دور "فتاة ليل" بجرأة شديدة ويعد واحدًا من أهم أفلامها، وأيضًا "مرسيدس" مع المخرج يسرى نصر الله. كما عادت للعمل مع يوسف شاهين مرة أخرى في "المهاجر"، الذي اختير ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، وكانت الأزمات تحيط بهذا العمل؛ بداية من اعتراض الرقابة عليه كونه يتشابه مع قصة النبي يوسف، مرورًا بتوقف التصوير بسبب تعرض يسرا، إلى تسمم حمل وهي في شهرها الثالث، ما جعلها تسافر إلى الخارج لإجراء عملية إجهاض، ورفض حينها شاهين استبدالها بفنانة أخرى، وأصر على انتظارها حتى تكمل الفيلم، وبعد أن تعافت عاودت التصوير.

"ما تيجي نرقص"
اتسمت شخصية يسرا بالتمرد والمغامرة، فلم تخف من فقدان شعبيتها خلال عقد التسعينات بعد النجاح المبهر في الثمانينات مع عادل إمام، وشاركت في أدوار جريئة ومختلفة، حيث قدمت فيلم "حرب الفراولة" مع المخرج خيري بشارة، ولعبت فيه دور "فراولة" بائعة ورد متجولة في الشوارع، وجسدت الدور ببراعة شديدة معتمدة على أنوثتها وجمالها، ثم تعاونت مع المخرج علي بدرخان في فيلم "نزوة"، الذي جسدت فيه دور الشابة الجريئة التي تربت على عادات وتقاليد الغرب وتدخل في علاقة جسدية خارج إطار الزواج مع الفنان أحمد زكي. كما شاركت في فيلم "عيش الغراب" مع المخرج سمير سيف، وأدت دور زوجة الراحل نور الشريف، وأم ابنته التي تهجره وتتزوج لكنها تلجأ له بعد خطف ابنته، كما تعاونت بعد ذلك مع المخرجة إيناس الدغيدي، التي سعت إلى تقديمها بشكل مختلف في "دانتيلا"، الذي جمعها بصديقتها إلهام شاهين، في قصة لامرأتين تتنافسان على رجل واحد. لكن تمرد يسرا كان له ضريبة دفعتها في أفلامها التي تعاونت فيها مع المخرجة إيناس الدغيدي ولم تحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، مثل "امرأة واحدة لا تكفي"، "الوردة الحمراء"، "كلام الليل"، و"ما تيجي نرقص".

جوائز وتكريم
النجومية الكبيرة التي حققتها يسرا خلال مسيرتها الفنية الطويلة، جعلتها تتحول إلى نموذج للفنانة الحقيقية التي اعتمدت على موهبتها الفريدة وقدراتها التمثيلية الكبيرة التي أهلتها لنيل الكثير من الجوائز، التي تزيد عن 50 جائزة، أبرزها أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "ليلة شتاء دافئ" العام 1981، وبعد عشر سنوات وفي عز نجاحها، نالت جائزة أفضل ممثلة عربية من التلفزيون العربي الأميركي. ولم تقتصر الجوائز التي حصلت عليها على العالم العربي فقط؛ بل وصلت إلى العالمية، حيث نالت جائزة من مهرجان تورمينا السينمائي العام 2007 للتفوق السينمائي، وتكريم من مهرجان كان السينمائي العام 1995، فيما كان نجاح يسرا وشهرتها السبب وراء اختيارها كسفيرة للنوايا الحسنة من قبل برنامج الأمم المتحدة العام 2006.

"ملك روحي"
موهبة يسرا دعمتها بالذكاء الذي تتمتع به لتواكب كل المتغيرات خلال مشوارها الفني الطويل، فخلال الألفية الجديدة تراجعت السينما واهتم الجمهور أكثر بالدراما التلفزيونية، فاتجهت النجمة الجميلة إلى المسلسلات لتحقق نجاحًا كبيرًا يوازى نجاحها في السينما خلال الثمانينات والتسعينات، وأصبح الجمهور ينتظرها في كل رمضان بمسلسل جديد، وظهر اهتمام يسرا بالمسلسلات جليًا في ظل تراجعها السينمائي، فلم تقدم خلال الفترة من 2000 وحتى 2009 سوى 10 أفلام، أبرزها "العاصفة"، "معالي الوزير"، "إسكندرية نيويورك" و"دم الغزال"، مقارنة بما قدمته في التسعينات حيث قدمت أكثر من 20 فيلمًا بجانب مشاركتها في عدد من الأعمال الدرامية أبرزها "رأفت الهجان"، الذي حقق نجاحًا منقطع النظير في مصر والعالم العربي، إلا أن مشاركتها في الدراما مع الألفية الجديدة تميزت بأنها باتت نجمة العمل والمسلسل يتم بيعه من خلال اسمها، الذي نجحت في أن تجعله علامة مسجلة بعد مشوار سينمائي طويل.
تمكنت يسرا ببراعة شديدة أن تلعب في الدراما دور الأم، رغم أنها لم ترزق بأبناء، لكنها نجحت في نقل مشاعر الأمومة بصدق شديد أمام الكاميرا في كل عمل أدت فيه هذا الدور، مثل "أين قلبي"، "ملك روحي"، و"قضية رأي عام".
تحدثت يسرا، عن السبب الذي جعلها تلغي فكرة الأمومة من عقلها وقلبها، مؤكدة أن هناك اتفاقًا مع زوجها خالد صالح سليم بعدم الإنجاب، فهو لا يريد أن يأتي بطفل في هذا العالم الذي يزداد كل يوم توحشا، مشيرة إلى أنها لو كانت أنجبت طفلة كانت ستسميها "كنزي"، وأخيرا توجهت بالشكر لزوجها على هذا القرار، مشددة على أنها غير نادمة لأنه لم يشعرها يوًما بحاجتها إلى الأطفال.
وبالعودة إلى رحلتها مع السينما نجد أنها فى السنوات الأخيرة لم تشارك سوى في عملين سينمائيين هما "غيم أوفر" مع مي عز الدين، ورغم أن الكثيرين لم يرضهم هذا الفيلم، إلا أنها نجحت في التواجد وسط الجيل الجديد والظهور بشكل مختلف في دور الأم المتحكمة، التي تخشى أن تخطف أي فتاة قلب ابنها، وأيضا فيلم "18 يوم" وهو عمل سياسي تناول أحداث 25 يناير، لكنه منع من العرض.
عن سبب قلة مشاركتها السينمائية، قالت يسرا: إن هذا بسبب حالة الركود التي تمر بها السينما المصرية في أعقاب الأحداث السياسية، لكنها عوضت غيابها عن السينما بتواجدها في دراما رمضان كل عام، ومن أبرز المسلسلات التي قدمتها خلال السنوات العشر الأخيرة، "سرايا عابدين"، "فوق مستوى الشبهات"، "الحساب يجمع"، و"لدينا أقوال أخرى".

زواج وحب
الحياة الشخصية لـ يسرا، هادئة على عكس حياتها الفنية التي كان يسودها الضجيج والتمرد وعدم الاستقرار، فهي تزوجت ثلاث مرات، الأولى من عربي لم تعلن عن اسمه انتهت بالطلاق بعد فترة، المرة الثانية من رجل الأعمال الفلسطيني فادي الصفدي، الذي تعرفت عليه وأعجبت بتفكيره وشخصيته ولكن لم يستمر الزواج بينهما طويلا حتى وقع الطلاق دون أن تفصح عن الأسباب التي أدت إلى ذلك أو ما حدث خلال الزواج، مفضلة أن تكون حياتها الشخصية بعيدة عن الإعلام لا يعرف عنها أحد شيئا، بعد فترة من الوقت والنضوج تزوجت من حب حياتها خالد سليم، نجل الفنان ولاعب كرة القدم رئيس النادي الأهلي الأسبق صالح سليم، وزوجها هو شقيق الفنان هشام سليم، الذي تجمعها به صداقة قوية وشاركا معًا في الكثير من الأعمال الفنية، ولأنها تفضل خصوصية حياتها الشخصية لم تعلن يسرا زواجها للإعلام واكتفت بالعائلتين، ولكنها اضطرت أن تفصح عنه في الألفية الجديدة، وتحديدا العام 2002 بعد وفاة والد زوجها، حينما منعت من دخول صالة كبار الزوار بالمطار لاستقبال جثمان صالح سليم.
ورغم أن يسرا تحاول دومًا إبقاء حياتها الخاصة سرية وبعيدًا عن الإعلام؛ إلا أنها كشفت الكثير من الأسرار عن حياتها في بعض اللقاءات التلفزيونية عن طفولتها ومعاناتها من انفصال والدها ووالدتها، وافتقادها حنان الأم بعد أن قرر والدها حرمانها منها لمدة 7 سنوات، وكيف عادت إلى أمها من جديد.
وتحدثت أيضًا في بعض هذه اللقاءات عن حب حياتها خالد سليم، الذي كان صديق الطفولة منذ أن كانت في السابعة من عمرها، ولكنها حينما نضجت ذهب كلا منهما وتزوج ولكن كان الانفصال حليفهما؛ إلا أنه بسبب الحب الكبير الذي يجمعهما لم يستطيعا الابتعاد عن بعضهما، وقررا الزواج وظلا معًا طوال السنوات الماضية وحتى الآن، ودائمًا تتحدث يسرا عن دعم زوجها لها وأنه عوضها عن حنان الأب وجعلها تشعر بالأمان مجددًا.

تضحية وشهرة
لم تقتصر موهبة يسرا على التمثيل؛ بل أنها أيضًا تمتلك صوت ناعمًا اخترق قلوب جمهورها بأغانيها التي أدتها في الكثير من أفلاهما، أبرزها "حب"، و"دانتيلا"، كما حققت نجاحًا كبيرًا بأغنية "3 دقات"، التي شاركت في غنائها مع الفنان أبو؛ احتفالًا بنجاح الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، حيث تعدت نسبة مشاهدتها على موقع "يوتيوب" الملايين.
ورغم كل النجومية التي حققتها يسرا، في السينما والدراما معًا؛ ، فقد دفعت مقابلها سنوات من عمرها وتضحيات كثيرة منها الأمومة؛ لكنها بموهبتها التي جعلتها تتلون أمام الشاشة من دور إلى آخر، ونجحت على مدار مشوارها الفني الطويل، في أن تطور أدائها وتقنع المشاهدين بكافة أدوارها، لذا فهي تستحق أن تكون نجمة جماهيرية بلا منازع، وتخطف الأضواء من زميلاتها وتكتسح شباك التذاكر.




آخر الأخبار