الأخيرة
يصير خير
الثلاثاء 27 ديسمبر 2022
5
السياسة
طلال السعيد"على طريقة ربع تعاونوا ما ذلوا"، تجمع المواطنون في احدى مناطق دولة الكويت، في فزعة وطنية، وصبوا الاسمنت على الطريق المتهالك أمام بيوتهم، وردموا حفر الطريق التي كسرت سياراتهم!هذه ليست مبالغة، بل هذا ما حصل وقد تم توثيقه بالصوت والصورة في منطقة واحدة من بين المناطق التي تعاني من الحفر الكثيرة في الطرق، مع العلم، ان المعاناة الان شاملة كل مناطق الكويت والطرق الخارجية، باستثناء ما رممته رنا الفارس قبل رحيلها، بأمر مباشر من الامير الراحل، رحمه الله، الذي أمرها بالعمل في فترات الحظر أيام جائحة "كورونا"، بعد ان كثرت الاستقالات في هيئة الطرق والاشغال، اتضح، ومع الاسف الشديد، ان الشعب الكويتي كله كان ضحية لخلافات داخل هيئة الطرق نفسها.وخلافات أشد بين الهيئة ووزارة الاشغال، خلافات يبدو انها شخصية ادت الى استقالات لكبار المسؤولين، واستقالات في مجلس ادارة الهيئة، فيما يبدو انه تهرُّب واضح من تحمل المسؤولية، بعد ان طال الخراب كل طرق الكويت من دون استثناء، فقد عم الخراب، وتدمرت الطرق الامر الذي جعل الناس تتذمر، وتسخط على الاشغال وعلى هيئة الطرق، مع المطالبة بمحاسبتهم حسابا عسيرا من مجلس الامة، فالغضب الشعبي في اوجه من الحالة التي وصلت اليها كل طرق الكويت، علما أن المواطن الكويتي ليس طرفا في تلك الخلافات، ولا تعني له شيئا، فهو معني بخدمة متكاملة للطرق التي يستخدمها، بعد ان طال انتظاره لتصليحها، وبلغ الضرر حده الاقصى، ولم يعد هناك من يستمع اليه، او يهتم لامره، فهل هو مطلوب من كل مجموعة من المواطنين تجتمع وتصب الاسمنت في حفر الشوارع؟الدولة على ما يبدو عاجزة عن حل الخلاف بين هيئة الطرق والاشغال، ولا تزال تفكر بحل هيئة الطرق، او اعادتها الى ملاك الاشغال، كما كانت في السابق، والقرار غائب وازمة خراب الطرق مستمرة. سكتت الحكومة عن ازمة خراب الطرق الى ان تعاظمت واصبح حلها صعبا جدا، وفي الوقت نفسه لا تزال الحكومة تكابر بموضوع خراب الطرق، وتتصور انها قادرة على حلها، وهي عاجزة تماما، وبشهادة الجميع عن اتخاذ القرار، ليس في مسألة الطرق فقط، بل في كل المشكلات التي نعاني منها!قد لا يرضي الحكومة هذا الكلام، لكنه الانطباع العام عند كل كويتي، فلم نلمس انجازا واحدا من حكومة سمو الشيخ احمد النواف التي على ما يبدو انها جاءت من اجل اصدار العفو عن الهاربين الى الخارج من تنفيذ الاحكام، ومتى ما صدر العفو رحلت بعد ان تكون قد ادت مهمتها، اما معاناة الناس فهي في حكم "يصير خير"... زين.