الأربعاء 20 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

يعدون أيامهم الأخيرة

Time
الأربعاء 06 نوفمبر 2019
السياسة
طلال السعيد

ليس مجلس الأمة فقط هو من يعد أيامه الأخيرة، بل يبدو ان بعض الوزراء أيضا لايختلفون كثيرا عن الأعضاء في عد أيامهم الأخيرة، فهم يعلمون علم اليقين انهم سوف يغادرون الوزارة، ولن يعودوا اليها بعد نهاية ولايتهم الحالية؛ لذلك هم يسابقون الزمن قبل الخروج من الوزارة في النقل والتدوير والتعيينات "البراشوتية"هذا خلاف ما يجري من تحت الطاولة من توزيع للهبات التي تجري على هيئة ترسية مناقصات وأوامر شراء وأوامر تغييرية، ومنافع أخرى نعلم عن بعضها، ونجهل الكثير منها الى ان يختلف الشركاء فيما بينهم، فينكشف ما كان يجري في الخفاء، فتلك الأمورعادة لايكشفها الا اختلاف الشركاء.
ما يجري في بعض الوزارات من تبادل للمصالح الشخصية، وتنفيع للبعض على حساب البعض الآخر وتجاوزات لها اول وليس لها آخر، على حساب مصالح الوطن العليا، ويقال عنها نظرا لما تقتضيه المصلحة العامة، وهي الفساد لمن لايعرف معنى الفساد الذي يشمل الفساد الإداري والمالي على حد سواء.
هناك وزراء يعلمون علم اليقين انهم لن يعودوا لمناصبهم لأسباب كثيرة، بعض تلك الأسباب يعلمونها هم أنفسهم، ويعلمها الناس ويتحدثون عنها في دواوينهم، وبعض تلك الأسباب يحاولون إخفاءها عن الناس، ولكن هناك من يسربها لسبب أو لآخر خصوصًا من مقربيهم الذين تم استبعادهم، فانقلبوا الى الضد.
لا يتصور احد ان عضو مجلس الأمة فقط هو من يحاول تجميع أوراقه، وتفقد قواعده في دور الانعقاد الأخير، فما ينطبق على العضو، ينطبق على الوزير، مع الفارق، فهذا محاسب من القواعد الانتخابية، وذاك محاسب من "المعازيب" الذين هم في بعض الأحيان لايكتشفون سوء الاختيار الا متاخرين، فيصيرون على مضض بانتظار الفرج، أو يكون اداء الوزير دون المستوى المتوقع، ولكنه مسنود من كتلة نيابية أو جهة نافذة أو حزب قوي، قد تنتفي أسباب توزيره بعد نهاية من يقف خلفه، وهذا امر طبيعي، فقليل جدا من الوزراء على مر تاريخ الكويت من كانوا يتمتعون بقوة شعبية، وتأثير قوي على الشارع الكويتي، باستثناء بعض الوزراء الشيوخ، وليس كلهم ممن تمسكوا بقواعدهم الشعبية، وتمسكت بهم تلك القواعد وأوصلتهم ووصلت معهم، ولكنهم قلة محدودة العدد، فقد جرت العادة ان كل وزير يتدخل لصالح مرشح حتى لو كان في منطقته السكنية، يكون سببًا رئيسيًا في خسارته، ومادة جيدة لهجوم الخصوم السياسيين عليه، مع العلم ان هذا الوزير أو ذاك لو كان صاحب ديوانية في المنطقة، لكان تاثيره إيجابيا لصالح احد المرشحين.
زبدة الكلام ان الوزراء الذين يعلمون انهم راحلون اشد خطرا على الصالح العام من أعضاء مجلس الأمة غير الواثقين من عودتهم للمجلس، والدليل ان مجلس الوزراء نفسه في سنة من السنوات ابطل جميع القرارات الوزارية في جميع وزارات الدولة، التي اتخذت في فترة الانتخابات... زين.
آخر الأخبار