الأربعاء 25 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

يعرفون يتكلمون!

Time
السبت 23 يونيو 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فقد اتضح ان متصرفي لواء الجوازات الكويتية، يعرفون كيف يتكلمون، ويعرفون كذلك طريق الاعلام، ويطلعون بالتلفزيون، ويعرفون أهمية الإدلاء بالتصاريح!
والسؤال: أين هم طوال هذه المدة، او انهم الان فقط عرفوا حجم المشكلة، وعرفوا، بعد جهد جهيد، ان هناك مواطنين يعانون الامرين من الزحام الشديد، وطول الانتظار في التجديد او الاستلام، حتى انهم اضطروا الى الوقوف بالحر الشديد في شهر الصيام تحت اشعة الشمس، وهذا موثق بالصوت والصورة، بانتظار الدور، وأخيرا أيقن اصحاب الامر والنهي في ادارة الجوازات ان هناك شعبا يستحق منهم ان يخاطبوه، ولو من وراء ساتر، فلم يذكر مواطن واحد انه رأي من مسؤولي الجوازات الكبار، في واحد من مراكز الجوازات، ولو بالصدفة، او وجد من يشتكي اليه الاهمال وتخطي الدور، او حتى رأى احدهم مع عائلته ينتظر الدور، مثلنا، لثلاث ساعات مع المواطنين تحت اشعة الشمس، وهو صائم، فهم قابعون في مكاتبهم لا يستقبلون الا اصحاب الحظوة، او الموصى عليهم!
هذان اليومان فقط شعروا بمعاناة الناس، وبدأوا يتكلمون عبر اجهزة الاعلام، من دون اعتذار لمن تبهدل بالمراجعات، فهم يتحدثون عن 400 الف جواز لم تصرف حتى اليوم، ويعللون ذلك بوجود قيود على المواطنين والمشكلة ان "كبار" المسؤولين يصدقونهم، ولاعزاء للمواطن، طالما هم يستمتعون بالسلطة والمواطن يتبهدل قبل حصوله على حقه المشروع، حتى وان جاء حسب موعده، او بعد وصوله رسالة تفيد بإنجاز الجواز!
الان يقولون:" عفا الله عما مضى، وسنستقبلكم ثلاث مرات في اليوم الاخير حتى منتصف الليل".
هل مطلوب منا ان نتعذب في كل صيف، ومع دخول الشهر الفضيل، من اجل ان يستمر المدير مديرا، وتستمر الادارة التعيسة من دون ان يحاسب مسؤول واحد على الأقل، إرضاء للمواطنين الذين عانوا الامرين من اجل الحصول على حقهم المشروع، وكأنهم يتفضلون علينا بمنحنا جواز السفر، على طريقة الشرهة، حين يقرر الوالي الانعام على التابع بألف درهم؟
المؤسف ان هذه الفوضى تحصل كل سنة، وليس فقط هذه السنة، والإدارة لا تتغير، بينما في الدول الخليجية الاخرى يصلك جواز سفرك الى عنوانك، مقابل رسم، حتى بعض السفارات في الكويت توصل لك جواز سفرك الى منزلك، فما الذي يمنعهم من اعتماد هذا النظام بدلا من تفضلهم علينا في دوام الفترات الثلاث، ليبينوا لمسؤوليهم انهم يعملون المستحيل لراحة المواطن، بينما المواطن مستاء جدا، سواء من استلم جوازه، او من لايزال تحت رحمتهم؟
الحمدلله ان مدة الجواز عشر سنوات، فهذه المدة كفيلة بإحالتهم الى التقاعد، غير مأسوف عليهم، عسى الله ان يعوض البلاد والعباد بخير منهم، ولعل هذه التصاريح التي لا تعرف معنى الاعتذار، انما هي تبرر التأخير، لعلها تكون الاخيرة، فالكويت واهلها يستحقون الأفضل ...زين.
آخر الأخبار