السبت 09 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

يوسف الجاسم هل ظلمت نفسك أم "الكويتية"؟

Time
السبت 02 مارس 2019
السياسة
حسن علي كرم

يوسف الجاسم الذي يقود حالياً الخطوط الجوية الكويتية، هذه المؤسسة العريقة التي يقترب عمرها من نحو الستين عاماً او تجاوزه، والتي كانت يوما ما الناقل الجوي الأوحد في كل المنطقة الخليجية، وكانت وانت تسافر على متن طائراتها كأنك تقيم في بيت خليجي، ففي المقعد الذي الى جانبك يجلس مسافر من السعودية، او من البحرين او الامارات او قطر وهكذا، وزِد على ذلك اخوتنا المقيمين من جنسيات عربية واجنبية، حيث تتنوع الرحلات من عواصم تهبط وتطير الى عواصم اخرى، ولا يشعر المسافر بالتذمر او التململ.
هذا الى جانب الخدمات المتميزة على الأرض، او في الجو، ان لم تكن خمس نجوم لكنها كانت في حينها تقترب من الخمس نجوم، ناهيك بوجبات الأطعمة، التي بشهادة كل المسافرين على الطائرات الكويتية، كانت من اجود وأشهى الوجبات.
ليس هذا فقط، بل كانت "الكويتية" تطير الى محطات لم تكن واردة في اجندة المسافر، او السائح الكويتي، حينئذ.
كان كل هذا قبل نزول الكارثة او المؤامرة او سمها ما شئت، وتكبيد طائرنا الأزرق خسائر متعمدة، لهدف تصفيته وتحطيمه وبيعه خردة.
في كل الاحوال الحديث في هذا يطول وليس هذا مكانه او موضوعنا، فما يهمني حقيقة هو الحوار مع السيد يوسف الجاسم، صاحب الباع الطويل في الاعلام والبرامج التلفزيونية الناجحة، الذي يقف اليوم على رأس هذه المؤسسة التي كانت عملاقة، والمأمول في عهده أن يعيدها الى زمن الشباب والعنفوان والدخول في المنافسة، مع نظيراتها من شركات الطيران التي لا توازيها لا عمراً ولا خبرة، لكن من دون عقاقير او عمليات تجميل، إنما بالعقل والإرادة والادارة الناجحة الكيسة يتحقق النجاح، هذا اذا ليس هناك نوايا تآمرية، وبيعها خردة بثمن بخسٍ.
أقول هذا وامري الى الله: إن ثمة أحاسيس نوايا بيع "الكويتية" خردة تبدو واردة، ذلك انه حتى هذه اللحظة، لا أظن ان الشركة قد استعادت عافيتها، او نصف عافيتها او اقلها ربع عافيتها، فما يصلنا عن معاناة الركاب تشي باستمرار العنت والمعاناة، سواء من جهة الخدمات الارضيّة او الخدمات الجوية داخل الطائرات، او انواع الأطعمة التي تقدم للركاب في الدرجتين العمومية او رجال الاعمال، وكل ذلك يهون مقابل سوء توقيت الرحلات، كأن تغادر في الصباح الباكر الى محطات ليست بعيدة، الى بيروت على سبيل المثال، ربما هناك البعض يناسبه الطيران المبكر، لكن كثير، وبخاصة الذاهبين للسياحة او الترفيه، ماذا يجبرهم على ان يستيقظوا في الفجر ويهرولوا الى المطار، لكي يفوزوا بالرحلة، لماذا لا تحدد رحلات بتوقيت مناسب، كتحديد رحلات عند منتصف النهار، وهذا ما تفعله بقية شركات الطيران غير الكويتية، التي تنقل ركاباً من مطار الكويت برحلات مكوكية، فبعض شركات الطيران تطير من الكويت بمعدل رحلتين الى اربع رحلات في اليوم الواحد الى مطاراتها، بينما تقتصر رحلات الطائرات الكويتية على رحلة واحدة في اليوم، واحياناً لا توجد ناهيك بالغاء بعض المحطات من جدول الرحلات.
هنا نسأل: لماذا وجدت شركات الطيران العربية والاجنبية من سوق الطيران في الكويت سوقا رائجا ومربحا، بدليل تسيير من ثلاث الى اربع رحلات يوميا، فيما الكويتية مصابة بالخمول، ولماذا اغلقت بعض المحطات التقليدية التي كانت الكويتية تصل اليها، هل هي نظرية اقتصادية بقصد التوفير، ام بقصد اتاحة الفرص للشركات الاجنبية؟
لقد كان المأمول أن يرتاح المسافر من الكويت الى بلدان العالم بلا "شحططة" او البهدلة في المطارات "ترانزيت"، لكن يبدو قد كتب على الكويتيين "الشحططة" والتعنت والمعاناة في محطات الـ "ترانزيت" الخليجية طالما لا تراعي شركتنا الوطنية أسباب الراحة للمسافرين من الكويت!
نعود مجدداً لنقول إن السيد يوسف الجاسم رجل اعلامي ناجح، ويبدو قد انعكس اشتغاله في الـ "ميديا" على وظيفته في ادارة الكويتية، امر جيد تسليط الاضواء الإعلامية والدعائية على "الكويتية"، ولكن ما نراه هو تسليط على شخص رئيس مجلس الادارة اكثر من أنشطة الشركة، بينما يفترض ان يكون العكس.
اخيراً، نقول: نرجو ألا يكون قد ظلم يوسف الجاسم نفسه او ظلم "الكويتية" عندما قبل تولي ادارتها، الا اذا كانت هناك امور تغيب عنا، وهو الامر الذي يتطلب منه ان يكشفها، ذلك ان النجاح او الفشل اليوم يسجل باسمه.

صحافي كويتي
آخر الأخبار