طلال السعيدأعرف هذا الرجل معرفة شخصية، وأثق جدا بصدق حدسه وبعد نظره، وسعة معرفته. وعلاقاته الدولية. وزير الخارجية العماني السابق يوسف بن علوي، الذي رغم اعتزاله السياسة الا انه لا يزال من اصحاب الرأي والحل والعقد في السلطنة الشقيقة، فقد ثبت على مر اربعة عقود من الزمن أن رؤياه صحيحة وقراءته للاحداث سليمة جدا.vيقول العلوي: إن "الربيع العربي" في نسخته الثانية قد بدأ بالفعل وهذي بداياته في الاردن والكويت" (انتهى كلام العلوي).وإذا امعنا النظر نجد أن الأردن كانت على شفى انقلاب يطيح بالملك عبدالله الثاني ونظامه من اقرب الناس، وكل ما يقال غير ذلك هو هراء، أما عندنا في الكويت فكل ذي بصيرة يرى بوادر "الربيع العربي" قد بدأت من خلال تحركات بعض النواب الذين اصبحوا أدوات طيعة في يد التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، الذي هزم هنا بالامس القريب، وتصور بعض الساسة أنه لن تقوم له قائمة، وهذا قصر نظر، فالعودة الى السراديب لا تعني النهاية، فقد استجمع الحزب قوته وتحرك من جديد، معتمدا خطته السابقة نفسها، ومستخدما اسماء قد لا تنتمي للتنظيم، لكن التنظيم يحركها وفق اجندته، فهو الآن يدير المشهد السياسي من داخل السراديب، بانتظار اللحظة المناسبة للخروج الى العلن، وهذا الموضوع لا يحتاج الى ذكاء، فنحن نراه رؤيا العين، وهو تكرار لمشاهد سبق ورأيناه في تجربة "الربيع العربي" السابقة، ما يحصل بالفعل هي بداية المرحلة الجديدة من "الربيع العربي" أو خارطة الشرق الأوسط الجديدة، وهذا مشروع الحزب في عهد اوباما، وحايا عاد الحزب الديمقراطي للحكم في الولايات المتحدة، ولن يجد "الاخوان" صعوبة بالتفاهم معهم، فالملفات لا تحتاج الا نفض الغبار عنها!الوزير يوسف العلوي بن عبدالله علق الجرس وحذر وانذر، وهو السياسي المتمرس، فهل تجد دعواه صداها عندنا في الكويت، أم سوف نستمر بالمكابرة والماء تجري من تحتنا، ولا ننتبه إلا بعد فوات الاوان... زين؟
[email protected]