يوم أسود في إسرائيل أبيض على المقاومة بمقتل 24 ضابطاً وجندياً

الكيان الصهيوني يتجرّع الألم ويصف معارك خان يونس بالقاسية… وضحايا العدوان إلى 25490 شهيداً

غزة، عواصم - وكالات: في يوم أسود على الاحتلال الإسرائيلي وأبيض على المقاومة الفلسطينية، تكبّد جيش الكيان الصهيوني خسارة يومية غير مسبوقة منذ بدء الاجتياح البري، إذ أعلن مقتل 24 ضابطا وجنديا بنيران المقاومة وسط وجنوب القطاع، في اليوم التاسع بعد المئة للعدوان على غزة، ما دفع القادة الإسرائيليين للتعبير عن ألمهم ووصف المعارك الجارية في خان يونس بالقاسية.
وبعد يوم من الإنكار والمراوغة، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، بمقتل 24 ضابطا وجنديا خلال الـ24 ساعة الماضية، منهم 21 عسكريا من قوات الاحتياط قتلوا في تفجير منزلين في مخيم المغازي وسط القطاع كانوا يضعون المتفجرات حولهما تمهيدا لتفجيرهما، مشيرا إلى أن عملية إنقاذ الجنود من تحت الأنقاض استمرت لساعات طويلة ليل أول من أمس.
وأكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن "صباح اليوم (أمس) شديد الصعوبة على إسرائيل مع الإعلان عن الأعداد الكبيرة لقتلى الجيش، فيما قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن هذه الحرب ستحدد مستقبل إسرائيل، ويأتي مقتل الجنود لتحقيق أهداف الحرب، وفق تعبيره.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتانياهو عن أسفه، قائلا في بيان نشره على حسابه في منصة "إكس"، إن "الجيش يحقق في المأساة التي وقعت" لافتاً إلى أن "بلاده ستتعلم منها لحماية أرواح الجنود".
كما وصف وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين مقتل الجنود وسط قطاع غزة بـ"الثمن الباهظ للغاية"، في حين أكد وزير المالية بتسلئيل سموترتيش أن صباح اليوم يعد "كارثيا ومفجعا" لإسرائيل. وبذلك، يرتفع إجمالي قتلى جيش الاحتلال إلى 221 قتيلا منذ بدء الاجتياح البري جراء الاشتباكات المستمرة مع المقاومة الفلسطينية.
وفي بيان مشترك، أكد نتانياهو وعضو حكومة الحرب بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، أن الثمن الذي يدفعه الاحتلال في غزة باهظ، واصفين مقتل 24 من ضباط وجنود جيش الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في غزة بأنه "ضربة قوية".
وقال نتانياهو إن "أمس (أول من أمس) كان من أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب. لقد فقدنا 24 من خيرة أبنائنا الذين سقطوا دفاعا عن الوطن"، معتبرا "أننا في خضم حرب لا يمكن تبريرها".
من جانبه، قال غالانت إن "الأخبار المؤلمة التي تلقيناها بسقوط 24 من مقاتلينا، خيرة أبنائنا، من كل أنحاء الوطن، شماله وجنوبه، ومن كل مكان، ضربة قوية"، مؤكدا "أننا مستمرون في القيام بكل ما هو مطلوب. قواتنا تعمل في عمق أراضي العدو، ونراقب كل ما يحدث في الشمال".
من جهته، قال غانتس: "قلوبنا كلها مكسورة أمام الذين سقطوا وعائلاتهم، وكل قلوبنا متحدة في المهمة الهامة التي سقطوا من أجلها والتي لا تزال أمامنا لنقوم بها لضمان سلامة دولة إسرائيل، سلامة أطفالنا ومستقبلنا. سنفعل ذلك معا، سنفعله بالوحدة"، مضيفا "بالنيابة عن شعب إسرائيل بأكمله، أود أن أنقل تعازينا، تعازي جميع شرائح المجتمع، إلى العائلات التي فقدت أغلى ما لديها. هؤلاء هم جنود الاحتياط الذين تركوا كل شيء وجاءوا للدفاع عن دولة إسرائيل والدفاع عن الرؤية الصهيونية. هكذا سنتذكر كل الذين سقطوا، هكذا سنتذكر من قضوا بالأمس في الكارثة الرهيبة".
وقبل ذلك بساعات، أعلن مستشفى سوروكا الإسرائيلي أنه استقبل سبعة عسكريين جرحى بينهم حالتان خطيرتان أصيبوا في معارك بجنوب غزة، مضيفا أنه استقبل 2642 عسكريا مصابا منذ بداية الحرب، ومازال 33 منهم يتلقون العلاج، موضحا أن بينهم 11 حالة خطيرة.
يأتي ذلك تزامنا مع إعلان "كتائب القسام" أنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي تشهد منذ فجر أول من أمس، محاولات توغل إسرائيلية وقتالا وقصفا ضاريين. من جانبها، أفادت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بأنها فجرت دبابة إسرائيلية بعبوة ثاقب في محور التقدم غرب خان يونس بمحيط الحي الياباني. وأضافت أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات الاحتلال في محور التقدم بالمعسكر الغربي بخان يونس.
في الاثناء، ارتفع عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، إلى 25 ألفا و 490 شهيداً و63 ألفا و 354جريحاً، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 22 مجزرة راح ضحيتها 195 شهيداً و354 جريحاً، فيما ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال يواصل قصف محيط مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خان يونس جنوب القطاع، وأن المباني تتعرض للشظايا ما يعرض حياة المرضى والطواقم الطبية والنازحين للخطر، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحمايتهما وتسهيل حركة سيارات الإسعاف منهما وإليهما.