يوم دامٍ في جنين والاحتلال يقصف مخيم المدينة بـ"الأباتشي"

رام الله- عواصم - وكالات: في تصعيد جديد غير مسبوق منذ سنوات ويوم دام شهدته الاراضي الفلسطينية المحتلة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات جوية على مواقع في مخيم جنين بالضفة الغربية، ما أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة 92 آخرون بينهم 23 إصاباتهم خطرة، وفيما وصفت السلطة الفلسطينية استخدام جيش الاحتلال للمروحيات الحربية بأنه تصعيد خطير واستخفاف بالموقف الأميركي الداعي لوقف جميع الإجراءات أحادية الجانب، توعدت فصائل المقاومة بالرد على المجزرة الاسرائيلية.
واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن المجازر المتواصلة التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، هي محاولات لتفجير المنطقة وجرها إلى مربع العنف، داعيا المجتمع الدولي والإدارة الأميركية، إلى التدخل الفوري لوقف الجنون الإسرائيلي، معتبرا الصمت الدولي والاكتفاء ببيانات الإدانة والتنديد، يشجع حكومة الاحتلال على الاستمرار بجرائمها، وشن حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، محملا الجانب الاسرائيلي مسؤولية إفشال الجهود العربية والدولية التي بذلت أخيراً لمنع التصعيد والتوتر.
من جانبه، دان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الجريمة الجديدة، مؤكدًا أن الصمت الدولي والمعايير المزدوجة تشجع الحكومة المتطرفة على ممارسة المزيد من القتل والهدم والترويع ضد أبناء الشعب، موضحة أنه طالما شعر الجناة والقتلة بالإفلات من العقاب لن تتوقف جرائمهم.
وتوالت ردود الفعل والإدانات الفلسطينية والعربية للجوء لاستخدام القصف من طائرات مروحية إسرائيلية للمرة الأولى في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000، وسقوط عدد من الشهداء والجرحى، وأكدّ الناطق العسكري لـ"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد" أبو حمزة، أنّ الفعل البطولي لأبطال سرايا القدس في كتيبة جنين، يعكس العجز الصهيوني أمام حجم الإصرار الفلسطيني على مواصلة الكفاح وطريق الجهاد حتى دحر الاحتلال عن فلسطين الطاهرة من بحرها إلى نهرها، فيما أكدّ رئيس الدائرة الإعلامية في حركة "الجهاد الإسلامي" أنور أبو طه، أنّ تهديدات وزراء الاحتلال وقادته لن ترهب المقاومة الفلسطينية، مؤكداً على الاستمرار في التصدي لعدوان الاحتلال بكل الإمكانات والقدرات، موضحا ان ما رآه العدو في جنين ليس إلا فاتحة تطور ستشل كل قواه وصولاً لهزيمته الشاملة.ودعا أبو طه، السلطة الفلسطينية إلى وقف كل أشكال التنسيق الأمني، والإفراج عن المقاومين، والتصدي لعدوان الاحتلال المتواصل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي غزة، دعت حركة حماس كلّ مدن الضفة الغربية إلى مساندة مدينة جنين، وقالت إنّ "يد المُقاومة على الزناد، ولن تذهب الدماء هدراً" مشددة على أن المقاومة الفلسطينية، تنظر بعين الاستعداد والجهوزية، للرد على إجراءات العدو الإسرائيلي، ولن تسمح لهذا العدو المجرم، بأن يستبيح أهالي مدينة جنين.
عربيًا، واسلاميا دانت مصر والأردن ومنظمة التعاون الاسلامي والبرلمان العربي، العدوان الإسرائيلي المستمرة على مدينة جنين، ودعت في بيانات منفصلة، إلى تحرك دولي فوري وفاعل لوقفه، محذرة من أن استمرار دوامة العنف سيدفع ثمنها الجميع.
وقد اعتبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها وقصفها بطائرات الآباتشي، حرب عشوائية مفتوحة ضد مناطق سكنية، وعدوان يؤكد السلوك الدموي الذي تنتهجه إسرائيل، وتصعيدها للأوضاع ضد الشعب الفلسطيني.
على الجانب الآخر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي سيكمل خطته الهجومية، وإنه لا تفاوض مع من وصفهم بالإرهابيين، مؤكداً أن القوات في الميدان ستلقى الدعم الكامل.