أقيم بمقر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في طهران حفل خاص لتكريم فيلم "مواطن حرب"، الذي يتناول معاناة الطفولة التي طحنتها رحى الحرب، وبدأ الحفل بعرض الفيلم لجمهورٍ اختصت سوابق نشاطاته بإغاثة الطفولة حول العالم. وركز وثائقي "مواطن حرب" على أطفال سورية، مِمَن خطف وحش الحرب منه ساقا او بصرا أو أبا أو أشلاء أخرى من كيانه. وجاء الفيلم للمخرج الايراني العربي أحمد زايري، وثائقيا شاميا يحكي معاناة بلاد الياسمين أنموذجا مما يجري على أطفال العراق، اليمن، فلسطين وضحايا أبرياء حول العالم. وقد عرّجت كاميرا المخرج على الشخصيات المختارة ليسرد كلّ منهم بأقصر ما لديه من مفردات أعظم مفاهيم الألم. فتارة يحكي الطفل "علي" عن حلمه بتركيب ساق للعودة الى اللعب، فيما النشيجُ يقطّع صوته وقلب المشاهد، وتارة أخرى تغزل الطفلة "غزل جبولي" أسمى مفاهيم الصبر والتجلّد بما تعتبره مشيئة الله وليس فعل شيطان الحرب. لتردّ الطفلةُ على سؤال المخرج حين سألها: ما كان شعورك حين اصبتِ بالشظايا والشلل؟ لتقول مؤمنة بلهجتها الشامية: "ما شعرت بشيء، الله كاتب هيك"، إلى أن ينتهي الفيلم على ايقاع صاخب مليء بالأمل، منبعثا من ركام البيوت والشوارع والمدارس التي هدمتها الحروب في المنطقة.

بوستر فيلم "مواطن حرب"
وقد حضر الحفل نخبة من القائمين على ادارة شؤون منظمة الأمم المتحدة للطفولة في إیران على رأسهم ممثل اليونيسف ویل باركس، الذي تحدث متأثرا بالكم الهائل من العنف والابادة التي تعرض لها هؤلاء الاطفال قائلا: في خضم الحروب القاسية، من الصعب جدا التحدث عن السلام وان تطالب بانهاء الحروب. و"مواطن حرب" وجدته رسالة سلام ودعوة للسلام. وقدّم باركس دبلوما فخريا لمخرج الفيلم على جهوده التي وثّقت دموع هؤلاء الاطفال التي صرخت: لا للحرب.ومن ثم تقدم المخرج أحمد زايري بالشكر على ما لاقاه انجازه من احتفاء لدى اليونيسف، معبرا عن سعادته بعرض الفيلم في بيته الحقيقي، قائلا: موضوع أفلامي هو الطفولة ومعاناة الاطفال إثر الحروب، أحلم بيوم لا أجد فيه موضوعا لأصنع منه فيلما.جدير بالذكر أن وثائقي "مواطن حرب" نال عدة جوائز إيرانية وعالمية أهمها جائزة "أفضل فيلم" من مهرجان "سينما حقيقة" الإيراني عام 2017، جائزة "أفضل فيلم" من مهرجان الافلام التلفزيونية بطهران عام 2017، دبلوم فخري لأفضل فيلم من منظمة اليونيسف عام 2018، و جائزة "افضل فيلم" من مهرجان "حقوق الإنسان" في نابولي إيطاليا لهذا العام.