الاثنين 23 سبتمبر 2024
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
يُحبّون مَنْ يَحْتَقِرهُم ويُسيء إليهم
play icon
كل الآراء

يُحبّون مَنْ يَحْتَقِرهُم ويُسيء إليهم

Time
الثلاثاء 19 سبتمبر 2023
View
192
د. خالد عايد الجنفاوي

حوارات

يوجد نفر من الناس يبدو أنهم يحبّون من يتعمّد احتقارهم واستصغارهم، والاستخفاف بهم، والإساءة إليهم، وربما يتمتّع بعض هؤلاء القوم المضطربين في تأدية دور الضحيّة التي لا حول لها ولا قوّة، لكنهم مع هذا ستجدهم الأكثر التصاقًا وتبعية، وربما الأشد عشقًا لمن يمقتهم بشدّة.
ومن بعض أسباب حبّ بعض الأفراد لمن يتعمّد إهانتهم وإذلالهم، وشتمهم، وازدراءهم، والسخرية منهم وربما قمعهم، وكيفية الشفاء من هذا الاضطراب في الشخصية، نذكر ما يلي:
-أسباب حبّ الضحية لمن يحتقره ويسيء إليه: يتسبّب ترسّخ العفوية السلبية، المفرطة والسذاجة، المبالغة في شخصية الانسان في توهّمه أنّه لا بد أن يوجد خير في قلوب أسوأ الناس.
ولهذا السبب فسيتغاضى هذا النفر الساذج والمضطرب فكريًّا عن احتقار، وإهانة، وإساءات الآخرين المتكررة له، وبسبب تجذّر طبع الجُبن لديهم منذ فترة الطفولة، وبسبب التلقين على التبعية العمياء، ولضعف الإرادة الشخصية، ولعدم الرغبة في إثارة المشكلات مع الناس حتى لو مارسوا ضد الانسان أسوأ أنواع التصرّفات.
وربّما بسبب عدم قدرة الضحيّة على تجاوز هول الصدمة النفسية الأولية التي تعرّض لها، وبخاصة إذا طال زمن تعرّضه للاحتقار والإهانات، وبسبب ترسّخ العبودية النفسية عند بعض ضعفاء الشخصية.
وأحيانًا بسبب توارثهم صفات احتقار الذات، وقبول الاذلال على يد الأقوياء، ولعدم رغبة بعض الناس في التعلّم من أخطائهم السلوكية، لا سيما عندما وقعوا ضحية الاستغلال، والازدراء والاستصغار في السابق.
-الشفاء من القابلية للاحتقار وللإساءة: أولى خطوات الشفاء من مرض الوقوع بشكل مستمر ضحيّة للاحتقار والإساءة على أيدي شرار الناس، تتمثل في إعادة برمجة العقل على عدم قبول أي نوع من الاهانات، أو الاستصغار على يد كائن من كان، وبالتخلّص السريع من كل طبع نفسي، أو صفة سلوكية ذاتية سلبية تظهر المرء كإنسان ضعيف الشخصية أمام الناس، وأن يستبدل نقاط ضعف شخصيته بسمات القوّة، واحترام الذات عبر السعي الحثيث الى جعلها السمات البارزة لتفكيره ولنظرته تجاه نفسه.
والأهم أن يُظهر المرء بغضه لمن يحتقره أو يسيء إليه، وبالدفاع الشرس عن نفسه.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار